بـ’الطقوس والرقص’.. هكذا استُبيح المسجد الأقصى!

ishraq

الاشراق

الاشراق | متابعة.

قام عدد كبير من المستوطنين، اليوم الأحد، باقتحام المسجد الأقصى الشريف بقيادة وزير أمن الإحتلال الإسرائيلي" إيتمار بن غفير وتحت حماية قوات الاحتلال في ذكرى ما يسمى بـ "خراب الهيكل".
اقتحامات بأعداد غير مسبوقة، سجود ملحمي وصلوات تلمودية وانبطاح جماعي، ورقص وغناء بأصوات صاخبة، ورفع لأعلام الاحتلال".. هكذا استباح المستوطنون برفقة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير وأعضاء كنيست باحات المسجد الاقصى المبارك في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".

وبشكل جماعي، أدى المستوطنون "صلاة الشماع" التوراتية في الساحة الجنوبية الشرقية للأقصى الواقعة فوق المصلى المرواني مباشرة، لتكون بمثابة فاتحة اقتحامهم للمسجد الأقصى.

وفي تطور خطير، رفع مستوطنون خلال الاقتحام، رايات عليها صورة "الهيكل" مكتوب عليها بالعربية (بيت الله العالمي)، فيما وضع آخرون "لفائف التيفلين" على ذراعهم، في مشهد جديد من مشاهد الانتهاك الصارخ لحرمة الأقصى.

ويأتي هذا المشهد بعد إعلان المتطرف بن غفير رعاية شرطة الاحتلال للطقوس والصلوات التوراتية وللرقص والغناء داخل المسجد الأقصى.

وتحولت المنطقة الغربية من المسجد الأقصى إلى ساحة لرفع أعلام الاحتلال وترديد الأناشيد والصلوات الخاصة بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، بمشاركة أعضاء كنيست حاليين وسابقين، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال.

وتعتبر "جماعات الهيكل" المتطرفة إدخال الأدوات التوراتية للأقصى أحد المسارات الأساسية لتأسيس "الهيكل" المزعوم معنويًا، والتعامل مع المسجد وكأنه قد "بات هيكلًا حتى وإن كانت مبانيه ما تزال إسلامية".

وفي ذكرى خراب الهيكل عام 2024، أعلن الوزير المتطرف بن غفير نيته بناء كنيس في الأقصى، ومنذ ذلك الوقت تتزايد الانتهاكات الخطيرة بحق المسجد المبارك، وسط السماح للمستوطنين بالصلوات العلنية والجماعية في كافة باحاته.
وبذكرى "خراب الهيكل"، شهد المسجد الأقصى اقتحام 3969 مستوطنًا، بما تخلله من انتهاكات واستفزازات بشكل جماعي لكل باحاته، في انتهاك خطير للوضع القانوني والتاريخي القائم بالمسجد.

في المقابل، حولت شرطة الاحتلال مدينة القدس المحتلة، ولا سيما بلدتها القديمة ومحيط الأقصى إلى ثكنة عسكرية، ونشرت عناصرها بكثافة، وأغلقت المحال التجارية، ومنعت المقدسيين من الوصول للأقصى، وسط تضييقات على حركة تنقلهم.

تطور خطير

ويقول رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر إن ما جرى في المسجد الأقصى من انتهاكات واقتحامات هو استمرار لسلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد، ومؤشر خطير على ما ينتظر المسجد في المرحلة القادمة.
ويوضح خاطر، أن الأقصى شهد اليوم اقتحامات قياسية للمستوطنين تجاوزت الـ3 آلاف مقتحم، بمشاركة وزراء في حكومة الاحتلال، وخاصة المتطرف بن غفير، وأعضاء كنيست.

ويضيف أن مشاركة هؤلاء الوزراء في الاقتحام أعطوا انطباعًا وصورة مفزعة عما يتم تدبيره بحق المسجد الأقصى، خاصة أن بن غفير أدلى بتصريحات صحفية أمام قبة الصخرة المشرفة، وهذا تطور خطير وغير مسبوق.

ويشير إلى أن المقتحمين استباحوا كل باحات الأقصى، وأدوا الطقوس التوراتية أمام قبة الصخرة، وفي أماكن مختلفة بالمسجد، في تجاوز خطير لما تم ترسيخه على مدار السنوات الماضية من أداء طقوسهم في الجهة الشرقية للمسجد فقط.

وحسب خاطر، فإن "منظمات الهيكل بدأت تطالب بشكل صريح وواضح بضرورة تحقيق النصر الكامل في جبل الهيكل، في تكرار لخطاب نتنياهو الذي يبحث عن النصر الكامل في غزة".

ويرى أن هذا الموضوع سيُواجه بمزيد من الاعتداءات والمخططات التي يتم التحضير لها ضد الأقصى والمدينة المقدسة، معتبرًا تكثيف الوجود اليهودي في ساحات المسجد وساحة البراق بأنه يشكل مساسًا مباشرًا بالمدينة المقدسة.

تحول نوعي

ويشكل ما جري اليوم في المسجد الأقصى من اقتحامات واسعة وغير مسبوقة، واعتداءات مبرمجة على قدسية المكان تحولًا نوعيًا وخطيرًا في مسار عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى.
وقالت محافظة القدس في بيان لها: "في سابقة خطيرة، سمحت سلطات الاحتلال اليوم وبشكل فاضح لما يزيد على 2500 مستوطن باقتحام الأقصى، بقيادة وزراء متطرفين في حكومة نتنياهو، على رأسهم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وما يسمى وزير النقب والجليل اتسحاق فاسرلوف، وأعضاء كنيست متطرفون من حزب الليكود، على رأسهم عضو الكنيست عميت هاليفي".

وأضافت أن هؤلاء المتطرفين أدخلوا أدوات ولفائف وشعارات توراتية إلى الأقصى، وأدوا صلوات تلمودية علنية أمام المسجد القبلي، في سابقة غير معهودة، ورفعوا رايات المعبد المزعوم في قلب الأقصى، التي كُتب عليها "بيت الله العالمي".

واعتبرت هذه الممارسات محاولة خطيرة لفرض رمزية توراتية على المكان الإسلامي الخالص.
وتابعت "ما يجري اليوم ليس مجرد اقتحام جديد، بل هو مرحلة مفصلية في المخطط الإسرائيلي الرامي إلى فرض سيادة يهودية بالقوة على الأقصى، وتقسيمه مكانيًا بين المسلمين والمستوطنين، بعد أن تمادت سلطات الاحتلال في تنفيذ التقسيم الزماني خلال السنوات الماضية".

واعتبرت أن هذا التصعيد غير المسبوق هو بمثابة إعلان حرب دينية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وتمهيد لتفجير شامل لا تقف نيرانه عند حدود فلسطين، بل قد تمتد إلى المنطقة والعالم بأسره.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP