إسرائيل تُواصل انتهاكاتها في سوريا… وتهاجم برّاك!

ishraq

الاشراق

الاشراق | متابعة.

 في وقت اعتقلت فيه إسرائيل، أمس الأربعاء، شابّين من درعا والقنيطرة خلال عمليتي توغل، تصاعدت تصريحات مسؤوليها ضد دمشق، وكذلك ضد المبعوث الأمريكي إلى دمشق توم برّاك.
وقالت مصادر  إن دورية تابعة لجيش الاحتلال توغلت، في قرية المشيدة في ريف القنيطرة الجنوبي، حيث اعتقلت الشاب ياسين ماجد العبلي.
وذكرت المصادر أن العبلي، وهو راع للأغنام، كان لاجئا خارج سوريا وقد عاد إليها سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
وجاء هذا الاعتقال بعد ساعات من عملية مشابهة نُفذت منتصف ليل الأربعاء، حين اقتحمت قوات الاحتلال قرية العارضة في ريف درعا الغربي، واعتقلت شاباً من منزله، فيما استمر تحليق طائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق المنطقة.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن قوات الاحتلال فرضت طوقاً أمنياً حول القرية، وداهمت عدة منازل، واعتقلت الشاب محمد القويدر، ثم انسحبت.
وكانت قوة للاحتلال مؤلفة من 5 آليات عسكرية نصبت الثلاثاء حاجزاً بين بلدة خان أرنبة وقرية عين عيشة في ريف القنيطرة الشمالي عند الأوتوستراد القديم، وأطلقت النار والقنابل الدخانية على المواطنين، ما أدى إلى إصابة 3 مواطنين.
وفي أعقاب ذلك، نظّم أهالي بلدة خان أرنبة في ريف القنيطرة، وقفة احتجاجية في ساحة البلدة تنديداً بالاعتداء الذي ارتكبته قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل البلدة.
وكان قد أصيب ثلاثة مدنيين سوريين بجروح متفاوتة إثر توغل لقوات الاحتلال داخل البلدة حيث نصبت قوة عسكرية مؤلفة من عدة آليات حاجزاً على الطرق الرئيسية بين بلدات جبا وخان أرنبة وعين عيشة، وأطلقت النار والقنابل الدخانية باتجاه الأهالي.
وزعم جيش الاحتلال أن الحادثة سبقها «إخلالٌ بالنظام ورشق بالحجارة» باتجاه جنوده، ما دفعهم إلى إطلاق النار في الهواء والانسحاب إلى مواقع آمنة.
ووفق صحيفة «يديعوت أحرنوت»، فإن الحادثة، تزامنت مع جولة ميدانية أجراها كل من سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة مايك وولز، وسفير الاحتلال لدى الأمم المتحدة داني دانون، في المنطقة.
ودخل وولز ودانون إلى القنيطرة القديمة «خلال الجولة مرتديين معدات حماية، وأجريا تقييماً ميدانيا للوضع. وخلال عودتهما إلى المركبات، وقَعت الحادثة التي تمثّلت في اضطرابات وإطلاق نار بعد مرور الموكب المسلح».
وأشارت الصحيفة إلى أن «السفيرين لم يشاهدا الحادثة مباشرة، لكنهما كانا على بُعد مئات الأمتار فقط من موقعها».
ونقلت أن دانون تلقّى إحاطة فورية من قائد اللواء في المنطقة، وسارع إلى إبلاغ السفير الأمريكي بتفاصيل ما جرى، قبل أن يتلقى الطرفان لاحقاً إحاطة عسكرية حول التهديدات على الجبهتين اللبنانية والسورية. وشملت الجولة أيضا مواقع في الجليل الأعلى المحتل، ومرتفعات الجولان المحتل، إضافة إلى لقاء مع ضابط رفيع في قوة «أندوف» التابعة للأمم المتحدة، وفقاً للصحيفة.

وتعليقاً على الحادثة، قال وزير شؤون الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكلي إن «الحرب على سوريا باتت حتمية».
وتزامنت الحادثة مع كشف إذاعة الجيش الإسرائيلي عن نقاشات جرت داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بمشاركة مسؤولين كبار، تناولت أهمية ودلالة الفيديوهات التي تُظهر جنوداً سوريين يهتفون بشعارات عدوانية ضد إسرائيل، ويستخدمون كلمة «عدو» للإشارة إليها.
وقالت الإذاعة: «من المتوقع أن تتخذَ إسرائيلُ خطوات – بما في ذلك توجيه رسائل قوية للنظام السوري حول هذا الموضوع – ومطالبته بإدانة تسجيلات جنوده».
وأشارت إلى أن الجنود في المقاطع المسجّلة يهتفون بعبارات مثل: «غزة، غزة، شعار النصر والصمود»، و»جئت إليك يا عدوي، لأصنع من دمائك ذخيرة وأملأ الأنهار بدمائك»، و»غزة، غزة، غزة رمز، احتلال ودمار، ليل نهار».
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين لم تسمهم قولهم: «نحن نتعامل مع النظام السوري بمبدأ الشك والريبة».
ويأتي كل ذلك، وسط تصريحات من مسؤولين إسرائيليين حول تراجع إمكانية عقد اتفاق أمني مع دمشق.
وإذ نفت رئاسة الوزراء في إسرائيل، تقارير إعلامية عربية تحدثت عن التوصل إلى هذا الاتفاق، ووصفتها بأنها «أخبار كاذبة بالكامل»، مع الإقرار بوجود اتصالات جرت برعاية أمريكية دون التوصل إلى تفاهمات.
وأمس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر: «نحن بعيدون عن الاتفاق مع سوريا أكثر مما كنا عليه قبل أسابيع».
وبيّن أن «الفجوات بيننا وبين السوريين اتسعت ولديهم مطالب جديدة».
في السياق، فإن موقف إسرائيل العدائي تجاه سوريا برز كنقطة خلاف نادرة مع واشنطن، حيث يريد الرئيس دونالد ترامب حلاً سريعا للتوترات المستمرة بين البلدين منذ عقود، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».
وأشارت الصحيفة إلى أن «السلطات الأمريكية أعربت عن خيبة أملها من الموقف العدواني لإسرائيل تجاه سوريا، وأصبح هذا الموقف موضوع خلاف نادر بالنسبة لواشنطن، التي تدعم إسرائيل».
ولفتت إلى أن «المفاوضات بشأن صفقة أمنية برعاية أمريكية بين سوريا وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود، في الوقت الذي يدعو فيه ترامب إسرائيل إلى التوصل إلى اتفاق مشابه مع سوريا»، مبيّنة أن «هناك مخاوف في إسرائيل نفسها من أن موقف الدولة تجاه سوريا قد يهدد علاقاتها مع الولايات المتحدة».
وذكرت بأن إسرائيل وسوريا تجريان منذ عدة أشهر مفاوضات حول اتفاقية أمنية، لكن محطة البث الإسرائيلية أفادت بأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض إسرائيل قبول مطلب الرئيس أحمد الشرع بسحب القوات الإسرائيلية من جميع المواقع التي احتلتها في جنوب سوريا بعد مغادرة الأسد.
وأوضحت المصادر أن إسرائيل قد تسحب قواتها من بعض هذه المواقع فقط مقابل اتفاق سلام كامل مع سوريا، وليس من أجل اتفاقية أمنية محدودة، مشيرة إلى أن مثل هذا الاتفاق الكامل غير متوقع في الوقت الحالي.
وهذا التوتر مع واشنطن يأتي وسط غضب تل أبيب من تصريحات المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم برّاك، الذي قال خلال «منتدى الدوحة» إن «ما نجح في هذه المنطقة أكثر من أي شيء آخر هو المَلَكيّة».
ونقلت «يديعوت أحرنوت» عن مصادر أمريكية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عبّر عن غضبه الشديد من تلك التصريحات.
وقال نتنياهو عن برّاك خلال لقائه بالسفير وولز: «لقد فقد صوابه تماماً. يفضل المَلكيّة على الديمقراطية ويخدم المصالح التركية في المنطقة».
كذلك، اتهم مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى برّاك، بالدفاع عن المصالح التركية.
ونقل موقع «والّا» الإسرائيلي عن المسؤول قوله إنّ تل أبيب تشعر بقلق شديد إزاء تصريحات برّاك.
وأضاف أنّ «برّاك يتصرف كما لو كان سفير تركيا، ويؤثر سلباً على ما يجري في الشرق الأوسط».
وقال إنّ «نتنياهو، يعتبر برّاك «عنصراً يتصرف بعداء تجاه إسرائيل»، مشيراً إلى أنه «يتأثر بشكل مفرط بالمصالح التركية في سوريا ويتصرف كسفير يخدم مصالح أنقرة».
وذكر التقرير تصريحات برّاك التي أدلى بها قبل أيام في العاصمة القطرية الدوحة، حيث قال: «قد تدّعي إسرائيل أنها دولة ديمقراطية، ولكن ما يعمل في الواقع بشكل أفضل في هذه المنطقة هو نظام ملكيٌ خيري»
وأشار التقرير إلى أنّ إسرائيل تستثمر في الكوادر المؤيدة لها ضمن الدائرة المحيطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، ومندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، مايك وولز.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP